تشعر وكأن نَثَرَة العرب كان لديهم Social Media بدائية الشكل وكل منهم صانع محتوى لا يُضاهى في صنعته!

فهاك حديث ابن المقفع هذا وكأنه يخاطب Trend Animal في القرن الواحد والعشرين!

انظر في الأخبار الرائعة فتَحَفَّظ منها، فإن من شأن الناس الحرص على الأخبار، ثم لا سيما ما ترتاع له الناس. وأكثر الناس من يتحدث بما يسمع، ولا يبالي ممن سمع ذلك؛ وهذا مفسدة للصدق ومُزراة بالرأي.

فإن استطعت أن لا تُخبِر بشيءٍ إلا وأنت مُصَدِّقٌ به ولا يكون تصديقك إلا ببرهان - فافعل، ولا تقُل كما يقول السُفهاء: «أخبركم بما سمعت» - فإن الكذب أكثر ما أنت سامع، وإن السُفهاء أكثر من هو قائل.

وإن صرت للأحاديث واعيًا وحاملًا، كان ما تعي وتحمل من العامّة أكثر مما يخترع المخترع من الأحاديث بأضعاف.

~2022